بعد أن ذكر
أحكام النكاح فيما سلف على طريق البيان والإسهاب ، ذكر هنا عللها وأحكامها كما هو
دأب القرآن الكريم أن يعقب ذكر الأحكام التي يشرعها العباد ببيان العلل والأسباب ،
ليكون فى ذلك طمأنينة للقلوب ، وسكون للنفوس لتعلم مغبة ما هى مقدمة عليه من
الأعمال ، وعاقبة ما كلفت به من الأفعال ، حتى تقبل عليها وهى مثلجة الصدور عالمة
بأن لها فيها سعادة فى دنياها وأخراها ، ولا تكون فى عماية من أمرها فتتيه فى
أودية الضلالة ، وتسير قدما لا إلى غاية.
الإيضاح
(يُرِيدُ اللهُ
لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ) جاءت هذه الآيات كأجوبة لأسئلة من شأنها أن تدور بخلد
السامع لهذه الأحكام ، فيطوف بخاطره أن يسأل ـ ما الحكمة في هذه الأحكام وما
فائدتها للعباد ، وهل كان من قبلنا من الأمم السالفة كلف بمثلها ، فلم يبح لهم أن
يتزوجوا كل امرأة ، وهل كان ما أمرنا الله به أو نهانا عنه تشديدا علينا أو تخفيفا
عنا؟